وفاة الممثلة التي لم يلمس يدها رجل أمام الكاميرا
يمنات – متابعات
بعد 48 ساعة على نقلها من دار العجزة إلى مستشفى المعلمين لفظت الفنانة المخضرمة “آمال فريد” (80 عاماً) أنفاسها نتيجة مضاعفات سببها التقدم في السن إضافة إلى عامليْ الوحدة والألزهايمر، ودفنت على عجل بناء لوصيتها مع تحويل المخصصات التي تُرصد للتشييع وتكاليف العزاء على الأسر الفقيرة، برعاية نقابة الممثلين رغم أنها لم تكن عضواً فيها.
“آمال خليل محمد” التي أخذت من مدير التصوير الكبير الحاج “وحيد فريد” إسم عائلته، خاضت تجربتي زواج فاشلتين لم تُسفرا عن أبناء، لذا عاشت ردحاً طويلاً من حياتها وحيدة خصوصاً منذ العام 1969 تاريخ إعتزالها، وإبتعادها عن الوسط الفني متجنبة أي أحداث فنية لأنها لم ترغب يوماً في أن تكون تحت الأضواء، لا حين وقفت أمام الكبار (فاتن حمامة صديقتها الوحيدة في الفن، أو عبد الحليم حافظ الذي لم يكن بتاع جواز) ولا حين إعتزلت وتناولت في حديث صحفي وهي في سرير مرضها الكوميدي المتميز “إسماعيل ياسين” الذي كان يشترط وجودها في معظم أفلامه ووصفته بالإنسان الطيب الذي أفلسته زوجته في مرحلة متقدمة من نجوميته، وحين سئلت لماذا لم تأخذ بطولات كبيرة مثل نجمات زمانها ردت “علشان أنا برفض البوس. وما فيش راجل لمس إيدي قدام الكاميرا”.
“آمال” لطالما قالت كلاماً جميلاً عن الفنان “رشدي أباظة” ووصفته بالجنتلمان إبن البلد “وهو من أحب الفنانين إلى قلبي” وقد عملت معه في فيلم “إمرأة في الطريق” (58) إخراج “عزالدين ذو الفقار”، وكم عبّرت عن سعادتها للوقوف أمام العندليب في فيلم “ليالي الحب” (55) وغنى لها “كفاية نورك علي” وقالت “شعرت أنني ملكة”. وكان إسم الراحلة عاد إلى الأضواء إثر سقوطها منذ أشهر في وسط أحد شوارع القاهرة وكسر حوضها، مما أعاد إلى الأذهان صورة الفتاة الجميلة الوجه والبريئة التعابير التي كانت تملأ الشاشة بشراً وتفاؤلاً، لكن الأيام بدّلت صورتها وجعلتها سمينة، غير قادرة على الحركة المريحة، إضافة إلى أنها لم تتعرف على كثيرين من حولها عادوها للإطمئنان عليها.
فنانة أخرى من العصر الذهبي للسينما غادرتنا. “آمال فريد” حملت آلامها ورحلت.